صار الأكل في المطاعم الفاخرة أهم من السيارة !
ربما يتباذر الى ذهن القارئ للوهلة الأولى من قراءة العنوان أننا في صدد انتقاد الأكل في المطاعم ولكننا في الحقيقة في مقام استثارة اهتمام المجتمع حول تحديد ما بات يعرف بالأهم والمهم في وقتنا الحاضر.
اليوم مع انشغال الناس بأمور تدبير المعيشة والتطور الذي نشهده في شتى مناحي الحياة يتطلب منا رفع مستوى المسؤولية نحو اعتبار السيارة من الأولويات التي تتطلب عناية فائقة لما لها أهمية تنعكس على المجتمع والأسرة.
فالسيارة الشخصية هي وسيلة المواصلات الأولى للناس في المجتمع البحريني الذي قل ما يعتمد على المواصلات الأخرى فيذهب الى العمل بها ويقل أبناءه الى المدرسة ويستخدمها الطالب الجامعي كما تستخدم في الذهاب الى الأماكن الترفيهية وزيارة الأهل والأقارب وغيرها.
وتزداد أهمية السيارة في أنها إذا ما تعطلت فإن كل اشغال الشخص وحياته واسرته تتوقف وتتطلب مهارة عالية وربما فن إدارة أزمات لتخطي هذه المشكلة الكبيرة. كما أن تصليح السيارة إذا ما تم بجودة عالية وباستخدام قطع غيار أصلية فإنها ستؤثر على مؤشر السلامة ويزيد من الخطر على السائق والركاب وقد تؤدي الى حوادث بليغة تذهب فيها الأرواح. فالسيارة لما لها علاقة كبيرة بالتجارة ومفاصل الحياة تعني طلب الرزق والمعيشة ومستقبل المجتمع وتطوره ونماءه للأفضل.
في المقابل يأتي الأكل في المطاعم الفخمة بالتحديد وما يندرج تحته من عنوان كالكماليات مثل الملابس والساعات ذات العلامات التجارية الراقية وغيرها التي كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة القروض من أجل السفر وكل هذه الأمور تكلف الكثير خصوصاً للشخص صاحب المدخول المنخفض وحتى المتوسط ايضاً.
كل هذه المصاريف والأموال المدفوعة على الكماليات المرتفعة أسعارها تأتي على حساب اهمال صيانة السيارة وكأنها غير مهمة وبالإمكان تأجيلها بل في بعض الأحيان نشاهد مجادلة أصحاب السيارات للكراجات بالتخفيض في سعر التصليح إلى أبعد حد ممكن أو بلغتنا المحلية طلب “التلويص” في تصليح السيارة في الوقت الذي يدفع المبالغ الخيالية على طبق طعام وهو يضحك! غير مبالي بخطورة الموقف إذا حصل له حادث خطير في الشارع بسبب هذه السلوكيات.
علينا إعادة النظر في سلوكياتنا نحو شؤون الحياة وتحديد الأولويات بدقة بالغة وهي رسالة للجميع قد يخرج منها اصحاب المدخولات المرتفعة ولكن ربما يتضررون ويتأثرون منها في المستقبل.